“سوزي، انظري! يمكنني أن أحرّك اصبع قدمي!”
كانت هذه الجملة التي قالها روب سامرز، وهو مواطن أمريكي يعاني من شلل رباعي (C7-T1)، للدكتورة سوزان هاركاما أخصائية في الفيزيولوجيا العصبية بجامعة لويفيل منذ عقد مضى عندما نجح في تحريك اصبع قدمه للمرة الأولى بعد تعرّضه للإصابة، وبعد أن قيل له قبل أربع سنوات أنّه لن يتمكن أبدا من تحريك الجزء السفلي من جسمه ثانية.
لم تكن تلك الجملة مجرّد كلمات للتعبير عن الفرح والتفائل من مريض إلى طبيبته، بل إنّها تمثل النجاح الذي حققه العلماء والباحثين المختصين في الأمراض العصبية في سعيهم لعلاج الشلل.
وقد تمّ مؤخرا التطرّق لتجربة السيد سامرز المذهلة في العدد الصادر يوم 1 أغسطس 2019 لمجلّة Nature Magazine من قبل كاساندرا ويليارد.
ويتناول هذا المقال الذي نُشر تحت عنوان “كيف يمكن لتقنية حديثة أن تمكن الأشخاص الذين يعانون من إصابات على مستوى الحبل الشوكي من الوقوف ثانية”، آخر ما وصلت إليه الأبحاث المتعلقة بعلاج اصابات الحبل الشوكي منذ 2009 إلى 2019.
وقد سلط المقال الضوء على الطلب المتزايد على حلول طبية متقدمة لعلاج اصابات الحبل الشوكي، مشيرا إلى أبرز المختصين في هذا المجال بما في ذلك Unique Access Medical (UAM).
أكثر علاج فعال لاصابات الحبل الشوكي
تعرّض السيد سامرز إلى حادث مرور غيّر مجرى حياته منذ ذلك الوقت. أما بالنسبة للدكتور ريتشي جيل، وهو أحد مرضى UAM، فقد كان سبب إصابته مختلفا تماما.
حيث تحوّلت حياة الدكتور جيل من جرّاح متميّز إلى شخص يبحث عن علاج فعّال لحالته بعد تعرّضه لحادث أثناء ركوبه الأمواج في هاواي نتج عنه كسر على مستوى الفقرة C6.
وقد تسبب هذا الحادث في فقدان الدكتور جيل لقدرته على القيام بحركات إرادية تحت مستوى الكتف، وهو ما حال بينه وبين مواصلته ممارسة الطب.
على الأقل في الوقت الحالي.
إلا أنّ الدكتور جيل لم يفقد الأمل ولم يستسلم للواقع الذي يعيشه. فبمجرد السماح له بالسفر، جاء الدكتور جيل من كالغاري إلى بانكوك، تايلاند، ليصبح بذلك المريض رقم 39 الذي يتمكن بفضل Unique Access Medical من الخضوع إلى أكثر الإجراءات الطبية فعالية في علاج اصابات الحبل الشوكي: التحفيز فوق الجافية- وهو نفس العلاج الذي تلقاه روب سامرز منذ 9 أعوام.
ويعتبر اجراء التحفيز فوق الجافية أكثر الحلول الطبية فعالية في علاج اصابات الحبل الشوكي اليوم، ولذلك قامت مجلة Nature Magazine بكتابة مقال عنه، وهو ما يفسّر أيضا الطلب المتزايد على خدمات UAM، التي تقوم بتيسير هذا الاجراء المبتكر بمعدّل 3 إلى 6 مرات في الشهر لأشخاص من جميع أنحاء العالم.
التحفيز فوق الجافية: البدايات
فلنعد إلى حالة السيد سامرز عام 2019، والتي كانت “جزءا من تجربة رائدة لاختبار مدى فاعلية التحفيز الالكتروني على الأشخاص الذي يعانون من إصابات على مستوى الحبل الشوكي”.
حيث حاولت الدكتورة هاركاما وزملاؤها اختبار اجراء يتمثل في زرع أقطاب كهربائية على مستوى الحبل الشوكي لعدد من المرضى الذي يعانون من اصابات الحبل الشوكي، وذلك لاختبار فرضية ذات شقين:
- أولا، وحتى في الحالات التي تكون فيها إصابات الحبل الشوكي كاملة، خلص الباحثون إلى أنّه لا تزال هناك إمكانية للربط بين الإشارات الدماغية والأطراف.
- ثانيا، يمكن أن يتم الاعتماد على الذبذبات الكهربائية لتحفيز الإشارات التي لا يمكن للحبل الشوكي الاستجابة لها بعد اللإصابة. وبتحفيز هذه الإشارات بالشكل الصحيح، يمكن للمصابين بشلل نصفي أو رباعي أن ينجحوا في الوقوف (أو حتى المشي) بمفردهم من جديد.
وقد أشارت مجلة Nature Magazine في مقالها إلى أنّ المشروع المبكر للدكتورة هاركاما في جامعة لويفيل هو واحد من الدراسات التي كان تُجرى في ذلك الوقت حول تأثير التحفيز الكهربائي على الإشارات المنبعثة من الدماغ إلى الحبل الشوكي. حيث تم القيام بعدة أبحاث أخرى في كاليفورنيا ومينيستوا، أحدهما يشمل التقنيات العصبية المستهدفة في مستشفى جامعة لوزان في سويسرا ، بالإضافة إلى الجهود الترويجية الأخيرة من عالم أعصاب أسترالي بارز تمت استضافته في برنامج 60 Minutes.
إن الدراسات والتجارب السريرية والدعايات المرتبطة بآخر المستجدات المتعلقة بالتحفيز فوق الجافية تُعتبر رائعة. ولكن أكثر ما يهم الأشخاص المعنيين بإصابات الحبل الشوكي وعائلاتهم هو الوصول على علاج فعّال وآمن من شأنه أن يُغير مجرى حياتهم إلى الأفضل.
ولعلّ أكثر خبر يمكن أن يُسعد هؤلاء الأشخاص هو جعل علاج التحفيز فوق الجافية متاحا لهم، وهذه مهمة Unique Access Medical . حيث أننا نسعى جاهدين لتيسير وصول المرضى الذين يعانون من اصابات على مستوى الحبل الشوكي في مختلف أنحاء العالم إلى هذا العلاج الفعال والمبتكر وضمان تمتعهم بمستقبل أكثر إشراقا.
الأمل يطرق أبواب المصابين على مستوى الحبل الشوكي
إنّ نجاح روب سامرز في تحريك اصبع قدمه جعل الناس يُدركون أنّ تعافي المصابين بشلل نصفي أو رباعي ليس أمرا مستحيلا، وأنّه يمكن لهؤلاء الأشخاص أن يستعدوا قدرتهم على التحكم في أطرافهم السفلية والعلوية وأصابع أياديهم وأقدامهم.
ولكن إجراء التحفيز فوق الجافية لا يقتصر فقط على تمكين المرضى الذين يعانون من اصابات على مستوى الحبل الشوكي من تحريك أطرافهم، وإنّما هو علاج له عدة فوائد صحية قد لا يربطها البعض باصابات الحبل الشوكي.
ومن بين هذه الفوائد الصحية نذكر: تحسين قدرة الجسم على التعرق وتنظيم درجة حرارته، والتحكم بشكل أفضل في وظائف المثانة والأمعاء، والتمتع بحياة جنسية عادية وسليمة، والحد من الشعور بالتعب، والتخفيف من التشنجات العضلية والآلام العصبية.
كما لا يفوتنا ذكر الفوائد النفسية الكبيرة لعلاج التحفيز فوق الجافية على المرضى، حيث يساهم هذا الاجراء في انتقال الأشخاص المعنيين من مرحلة الإحباط واليأس إلى مرحلة التفاؤل والأمل والعزيمة على النجاح.
ما من شكّ بأنّ علاج التحفيز فوق الجافية قد كان له تأثير إيجابي على حياة الأشخاص المصابين على مستوى الحبل الشوكي. وهذا ما أكّده المرضى الذين خضعوا للعلاج عن طريقنا، وأثبتته الدراسات التي أجرتها UAM في هذا الصدد منذ عام 2016، عندما قمنا بتيسيير أول عملية للتحفيز فوق الجافية.
هذه إفادات مباشرة لعدد من المرضى الذين يعانون من اصابات متفاوتة الخطورة على مستوى الحبل الشوكي، من ذكور وإناث وصغار وكبار، ومن 23 دولة مختلفة حول العالم، والذين خضعوا للعلاج في المنشآت التابعة لنا في بانكوك ونيودلهي.
وكما ورد في مجلة Nature Magazine، فإن مدير خدمات المرضى في UAM، السيد هينينغ كالوا، يؤمن بأنّ الطفرة التي حدثت في مجال السياحة العلاجية لاصابات الحبل الشوكي في بانكوك كانت نتيجة التطور الذي شهده الطب في هذا المجال، ويعود الفضل في ذلك إلى العديد من العلاجات المبتكرة والفعالة مثل التحفيز فوق الجافية.
يقول السيد كالوا: ” في الوقت الذي لا يزال فيه زملاؤنا في مجال علم الأعصاب يقومون بدراسات وتجارب ويخضعون لبيروقراطية إدارة الأغذية والأدوية في سعيهم للوصول إلى علاج للشلل النصفي والشلل الرباعي، نقوم نحن في UAM بمعالجة المرضى”.
“وفي نهاية المطاف، لا يتعلق الأمر بالعلماء والباحثين أو الميسرين والموفرين. إنّ أكثر شيء يهمّنا هو راحة المرضى ورضاؤهم، وليس هناك أفضل من سماع أحدهم يقول أنّه قد استعاد الأمل، أو أنّه قد وضع أهدافا جديدة بعد خضوعه للجراحة. ولهذا السبب بالذات هم يأتون لزيارتنا”.
ما الذي يُخبّئه المستقبل؟
إنّ الطلب المتزايد يُولّد الابتكار. وهذا ينطبق تماما على اجراء التحفيز فوق الجافية. حيث أصبح هذا العلاج المبتكر محط اهتمام المستشفيات والجراحين والأطباء والمختصين في السياحة العلاجية والصحف العلمية والإعلام.
تلعب شركة UAM أيضا دورا هاما في تعزيز الجهود الطبية لعلاج اصابات الحبل الشوكي. ففي وقت سابق من هذا العام، نجح جرّاحونا في زرع جهازين للتحفيز فوق الجافية للدكتور ريتشي جيل – أول مريض لـUAM – ليُصبح بذلك، وعلى حد علمنا، أول مريض بالحبل الشوكي على مستوى العالم يحمل جهازين للتحفيز فوق الجافية.
ففي أول زيارة له لبانكوك، خضع الدكتور جيل لعملية زرع أول جهاز للتحفيز فوق الجافية على مستوى العمود الفقري القطني، وذلك لتحسين وظائف أطرافه السفلية. وفي زيارته الثانية لبانكوك، خضع لعملية زرع الجهاز الثاني على مستوى الفقرات العنقية، وذلك لتحسين وظائف أطرافه العليا.
وربّما هذا ما قصده المحررون في مجلة Nature Magazine عندما وضعوا للجزء الأخير من مقالهم عنوان “التركيز على المستقبل”. وهذا ما يخطر ببال أي أحد يُسأل عن نظرة UAM لمستقبل العلاجات المتاحة لإصابات الحبل الشوكي.
يقول هينينج كالوا: “نحن نسعى جاهدين لترجمة أبحاثنا ودراساتنا إلى أفعال، والرقي بعلاج اصابات الحبل الشوكي إلى أعلى المستويات. وقد ألقيت خلال مشاركتي في معرض بكين الدولي للسياحة العلاجية خطابا بعنوان “ترجمة البحوث المتقدمة إلى علاجات فعالة ومبتكرة”، وهذا يلخص وجهة نظرنا إلى حد كبير.”
“نحن نبذل كل ما في وسعنا لتحسين حياة المرضى الذين يعانون من إصابات على مستوى الحبل الشوكي. ونحن نؤمن بأنه يمكننا فعل ذلك.”
لمعرفة كيف يساهم اجراء التحفيز فوق الجافية والعلاجات المكملة له في تحسين حياة المصابين بشلل نصفي أو رباعي، اتصل بأحد ممثلي خدمات المرضى اليوم.
المصدر: Nature Magazine